طور النطفة الأمشاج في الرحم أثناء فترة الحمل


 

 طور النطفة الأمشاجيعتبر طور النطفة الذي تناولناه في الموضوع السابق, المرحلة التكوينية الأولى للجنين, وهو طور حاسم, فمع تكوين النطفة الأمشاج "الزيجوت أو اللاقحة" تتحدد نهائيًّا -بتقدير العزيز الحكيم- الخصائص الوراثية للإنسان.
إن المرأة في فترة التبويض ovulaion "أي: مرحلة خروج البويضه من جهاز المبيض", تخرج البويضة الذكرية إلى قناة تسمى فالوب؛ حيث تتكون النطفة الأمشاج التي هي عبارة عن خلية عادية جدا, تتألف من 46 صبغيًّا "كروموزومًا"، بعد أن كانت قبل تكوينها عبارة عن نطفتين "خليتين تناسليتين أو جرثومتين" كل منها يتألف من 23 صبغيًّا "كروموزومًا"

والنطفة الأمشاج "البويضة المخصبة أو الزيجوت أو اللاقحة" Zygote لا يزيد طولها عن 10/ 1 الميللميتر، ولا يزيد وزنها عن جزء من المليون من الجرام, ويحيط بها الماء كما يكون الماء الجزء الأكبر منها, ومن هنا كانت التسمية القرآنية للنطفة بالماء المهين, وهو وصف للنطفة الأمشاج أيضًا, ويمتد هذا الطور من اللحظة الأولى للحمل وحتى اليوم السادس أو السابع من بدايته, ولا يمكن لهذا الطور أن يتحدد مجهريًّا, ولذلك يتحدد كيميائيًّا, ويطلق علماء الأجنة على اللحظة التي يتم فيها إخصاب البويضة مرحلة التلقيح fertlization. وعقب ذلك تنقسم البويضة الأمشاج -وهي خلية واحدة كما بينا- إلى خليتين،




وخلال الآيام الثلاثة الأولى من الحمل تصبح النطفة الأمشاج مؤلفة من 16 خلية, وتأخذ عندئذ شكل ثمرات التوت، ولذلك يطلق علماء الأجنة على هذا الطور "طور التوتة" morula  ذلك. شكل تقريبي لتحول النطفة الأمشاج إلى شكل ثمرة التوت.
وطوال الفترة السابقة تتحرك النطفة الأمشاج متنقلة من قناة فالوب في المبيض ومتوجهة إلى الرحم، وتدفعها الشعيرات الدقيقة cilia الموجودة بقناة فالوب حتى تصل إلى الرحم بالفعل, وخلال هذه المرحلة يكمل باطن الرحم استعداده لاستقبال النطفة الأمشاج، ويشمل هذا الاستعداد زيادة عدد الأوعية الدموية والنظم الغددية في جدار الرحم, حتى يصبح أملس على نحوٍ يسمح ببقاء النطفة والتصاقها بجداره -فيما بعد- بحيث تتلقى غذاءها منه, وإذا لم يتم الرحم هذه الاستعدادات تسقط النطفة الأمشاج مع أول دورة شهرية "حيض" للأم.
وحين تدخل "التوتة" الرحم يطرأ عليها تغير جوهري في الشكل، فبسبب
دخول السائل الموجود في تجويف الرحم إلى التوتة فإنها تبدأ في التجويف، وفي اليوم الخامس من الحمل تتحول التوتة إلى ما يسمى علميًّا الكرة الجرثومية blastula, وهو مرحلة تصبح فيه النطفة كالكرة من حيث الشكل المظهري والفراغ الداخلي الذي يملؤه جزء من السائل الدقيق في التجويف الرحمي
وتحول النطفة الأمشاج من طور التوتة إلى طور الكرة الجرثومية يتضمن ما هو أكثر من محض التغير في الشكل, إنه يتضمن أيضًا بداية التمايز أو التخصص في وظائف الخلايا, مع زيادة عددها إلى ما بين 50-60 خلية.