الأمراض والادوية والمخدرات وأثرها على الأم والجنين




من المعلوم في الوقت الحاضر أن كثيرًا من الفيروسات تستطيع أن تخترق المشيمة, وتؤثر بشدة في الجنين, ويزداد ذلك وضوحًا إذا علمنا أن الجنين لا يتوافر له جهاز مناعة ناضج يقاوم الأمراض المختلفة.

من الامراض التى تصيب الام وتأثر على الجنين في الرحم :
الأمراض الحصبة الألمانية التي عرفت بخطرها على الجنين منذ عام 1942؛ فإصابة الأم بهذا المرض قد يؤدي إلى فقدان الطفل بصره وسمعه, وقد يعاني من اضطراب القلب والكبد والبنكرياس والتخلف العقلي, ويزداد خطر الحصبة الألمانية خلال الشهور الأولى من الحمل؛ حين يزداد احتمال السقط أو ولادة الطفل ميتًا، أو الولادة قبل الأوان، ويقدر عدد النقائص التي تحدث نتيجة لهذا المرض خلال الشهر الأول من الحمل بحوالي 50%، كما تأكد أن خطر الحصبة الألمانية لا يكون بنفس الدرجة من الشدة على الطفل إذا أصيبت الأم بعد ثلاثة أشهر من الحمل.ومن هذه الأمراض الخطيرة المعدية مرض يسمى الزهري الذي يؤثر في الجنين، إلّا أن أثره عكس اتجاه الحمى الألمانية؛ فهو أشد خطرًا بعد أن يبلغ الجنين ثلاثة أشهر من العمر إذا أصيبت به الأم في هذه الفترة.



كذالك يتأثر الجنين بما تأخذه الأم من الادوية, فبعض الأدوية التي تشمل المهدئات أو بعض الهرمونات "وخاصة الهرمونات الجنسية" تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على نمو الجنين، ويشمل ذلك حبوب منع الحمل إذا تعاطتها الأم دون أن تعلم أنها حامل.
ويدخل في باب العقاقير المسكرات والمخدرات, إن تعاطي الأم للخمور "حتى ولو بمقدار بسيط" يؤدي إلى صغر رأس الجنين وقلة نشاطه,ويتوقع لهذا الجنين أن يظهر نشاطًا زائدًا وبعض النوبات التشنجية

كما أجريت دراسات على أدوية الهلوسة أكدت أن الأم التي تتعاطى هذه العقاقير قبل الحمل أو أثناءه, تتعرض للإجهاض التلقائي، أو إلى أن يولد الطفل وفيه عيوب تكوينية, ومنها شذوذ الكرموزومات, فإذا أضفنا إلى ذلك أن الأمهات اللاتي يتعاطين هذه المخدرات وغيرها عادةً ما يكنّ من المريضات, أو من سيئات التغذية, أو من المدمنات على أنواعٍ من العقاقير الأخرى كالخمور, يمكننا أن ندرك المخاطر المحدقة بأطفالهن.
ولعل من أخطر النتائج التي تَمَّ التوصل إليها, هي ما يدور حول تعاطي المخدرات المهدئة مثل: الأفيون والهيروين والكودين والميثادون والمورفين, فقد تأكد أن أطفال المدمنات على هذه المواد يصبحون مدمنين وهم في الرحم, وحين يولدون يكون حجمهم أقل من الحجم المعتاد, بل لوحظ على هذا الطفل بعد ولادته "وقد توقف بالطبع عن التعاطي بسبب انفصاله الجسدي عن الأم" أنه يعاني من القيء والإسهال والتشنج, والتي قد تؤدي بحياة الطفل إذا لم تعالج, وإذا عاش الطفل فإنه يظهر أعراض التهيج وحَدَّةَ الطبع والصراخ الحاد والارتعاش الشديدة, وعدم القدرة على النوم، والنشاط الزائد، ومشكلات التنفس، والشهية الكبيرة للطعام، والإسهال، والقيء , وهذه الاضطرابات قد تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة, وقد يصبح بعضها طويل الأمد, ويظهر في صورة نشاط زائد, وضعف في مدى الانتباه.