وردت كلمة المضغة في القرأن والسنة على أساس انها مرحلة تالية لمرحلة العلقة والمضغة عند علماء اللغة: هي ما يتم مضغه من اللحم
ويبدأ هذا الطور بعد تعلق الكرة الجرثومية بالرحم؛ حيث تتكون عندئذ ككتل داخلية من الخلايا, نتيجة نشاط ما يسمى الشريط الأولى primitive steak, ويؤدي تمايز هذه الطبقات إلى ظهور ما يسمى الكتل البدنية somites التي تبدأ بالتكثف حول المحور, ثم تنمو بسرعة على جانبيه، وتلامس الميزاب أو الشق العصبي neural groove. وتبدأ هذه الكتل في الظهور من أعلى بعد انقضاء ثلاثة أسابيع تقريبًا على الحمل, وتظهر منها أولًا كتلتان: واحدة على كل جانب، ثم يتوالى ظهورها تباعًا, وبنهاية الشهر الأول من حياة الجنين تتمايز هذه الكتل إلى ثلاث طبقات هي: الطبقة الخارجية ectoderm والتي منها ينمو بعد ذلك الجلد وأعضاء الحس والجهاز العصبي، والطبقة الداخلية endoderm والتي منها تنمو فيما بعد الأجهزة الهضمية والتنفسية والغدية، والطبقة المتوسطة mesoderm التي منها تنمو فيما بعد الأجهزة الدورية والإخراجية والعضلية.
ويبدأ طور المضغة منذ أوائل الأسبوع الثالث من حياة الجنين, ويمتد إلى نهاية الأسبوع السادس من عمره, أي: أن مدته الكلية حوالي أربعة أسابيع, وخلال هذا الطور تظهر الكتل البدنية التي أشرنا إليها، والتي يبلغ عددها من 42-45 زوجًا، فتعطي للجنين شكل اللحم الممضوغ, والنظر إلى صور الجنين في هذا الطور من حياة الإنسان يكشف لنا مرةً أخرى عن إعجاز التسمية القرآنية له بأنه طور "المضغة".
وتنمو المضغة من كتل كبيرة من الخلايا خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ستة أسابيع إلى "طفل مصغر"، وهذا ما يصفه القرآن الكريم "بالمضغة المخلقة"؛ ففيها نجد جميع السمات الجوهرية للجسم الإنساني, سواء أكانت داخلية أو خارجية, ويتبع النمو في هذا الطور الاتجاه من أعلى إلى أسفل؛ فأكبر مقدار من النمو يطرأ على منطقة الرأس أولًا, بينما تكون الأطراف آخر ما ينمو, ومع مرور الوقت يمتد النمو إلى الجزء الأسفل من الجسم.
ولعل أهم تغير يطرأ على الطبقة الخارجية "وهو المسئولة عن التغذية" تكوين أربعة أغشية تهيئ للمضغة النمو. وأحد هذه الأغشية الكيس الأميني amniotic sac, وهو عبارة عن كيس ماءٍ محكمٍ يحيط بالمضغة ويمتلئ بالسوائل التي تصل إليه من أنسجة الأم, ووظيفة الكيس الأميني والسائل الأميني فيه
الحماية لهذه المضغة النامية من اى إصابات،والمحافظة على درجة حرارة دافئة ثابتة, يقوم بإحداثها جسم الأم، وتهيئة بيئة عديمة الوزن تسهل حركة الكائن النامي وتساعده على تدريب أجزاء الجسم النامي, ويطفو بجانب المضغة الصغيرة كيس ممتلئٌ بصفار البويضة على شكل بالونة ينتج خلايا دموية للمضغة, ويظل يعمل حتى تستطيع المضغة إنتاج خلاياها الدموية, وهذا الكيس متصل بغشاء ثالث هو المشيمة Chorion التي تحيط بكلٍّ من الغشاء الأميني والمضغة, وأحد جوانب كيس المشيمة مغطى بأبنية أشبه بالجذور أو الزغب, تقوم بعملية جمع الغذاء للكائن من أنسجة الرحم, وهذه المنطقة تتحول بالتدريج إلى باطن المشيمة, أما الغشاء الرابع فيسمى Allantosis, ويؤلف الحبل السري والأوعية الدموية في المشيمة.
ويتم ربط المشيمة بهذه المضغة عن طريق حبل يسمى الحبل السري, والذي يتكون من شريانين ووريد, ويحمل الوريد الأوكسجين ومواد الغذاء إلى المضغة، أما الشريانان فيحملان ثاني أوكسيد الكربون وفضلات عمليات الأيض "عمليات بناء البروتوبلازم" التي تصدر عن المضغة, وهذه الفضلات تعبر الحاجز المشيمى وتدخل المجرى الرئيسي لدم الأم, وتطرد من جسمها خلال فضلات عمليات الأيض الخاصة بها, ومن هذا الوصف يتضح لنا أن الجنين النامي هو أقرب إلى الطفيليات، فهو معتمد اعتمادًا كاملًا على أمه في الحصول على الأوكسجين والطعام, وفي علميات الإخراج أيضًا.
وخلال هذه المرحلة يحدث النمو بصورة رهيبة وبسرعة كبيرة
وخلال الشهر الثاني يتحول الجسم إلى الشكل الإنساني من حيث المظهر, فينمو بمعدل 30/ 1 من البوصة يوميًّا, ويظهر فيه ذيل بدائي, إلّا أن سرعان ما يحاط بالأنسجة الواقية, ويتحول إلى نهاية العمود الفقري "العصص", وفي منتصف الأسبوع الخامس يتكون في كلٍّ من العينين القرنية والعدسة, وينمو المخ أيضًا بسرعة مع بداية الشهر الثاني من الحمل, الذي يوجه التقلصات العضلية الأولى للمضغة عند نهاية هذه المرحلة, وبعد أقل من شهرين من الإخصاب تكون المضغة أطول قليلًا من بوصة "أي: 2,5سم" وتزن حوالي 10/ 1 أوقية "14 جرامًا", ومع ذلك فلها شكل الإنسان, على الرغم من أن طول رأسها يساوي طول باقي الجسم.
وهكذا تتخلق المضغة بإرادة الله -سبحانه وتعالى, والمضغة المخلقة هي التي تكون فيها بدايات أجهزة الجسم المختلفة, إلّا أن المضغة قد لا تتخلق كما يتحدث القرآن الكريم, وحينئذ لا تكون إلّا من خلايا فقط في هذه الحالة، وقد يقصد بذلك -والله أعلم- السقط كما جاء في تفسير القرطبي.
ويؤكد علم الأجنة أن هذه الفترة -فترة المضغة- ذات طبيعة حساسة في النمو الإنساني، فالشهران الأولان من الحمل حاسمان من نواحٍ كثيرة؛ ففيهما يقع معظم السقط, أو حالات الإجهاض التلقائي, وبالطبع هو أخطر من سقط العلقة؛ لأنه يحدث بعد أن تكون العلقة قد علقت بحائط الرحم ثم تطرد منه, وتدل الإحصاءات الطبية أن ما بين 30-50% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض التلقائي أو السقط, ومعظم هذه الحالات تكون من النوع الذي يوصف "بالشذوذ التكويني" أو بعبارة القرآن الكريم تكون حالات "مضغة غير مخلقة".
إلّا أننا يجب أن ننبه إلى أنه حتى المضغة السوية تكوينيًّا, والتي ترتبط بجدار رحمٍ سليمٍ قد تتعرض لبعض المخاطر خلال الشهرين الأولين من الحمل, والواقع أن الفترة من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع بعد الإخصاب هي الفترة الحرجة في الحمل؛ فالمضغة خلالها تكون أكثر حساسية للفيروسات والعناصر الكيميائية والعقاقير والإشعاع التي قد تتداخل مع النمو وتحدث عيوب الولادة, فهي تؤثر على أعضاء الجسم وأجزائه التي تكون قد تكونت, وتلك التي في سبيلها للتكوين جميعًا.
ويبدأ هذا الطور بعد تعلق الكرة الجرثومية بالرحم؛ حيث تتكون عندئذ ككتل داخلية من الخلايا, نتيجة نشاط ما يسمى الشريط الأولى primitive steak, ويؤدي تمايز هذه الطبقات إلى ظهور ما يسمى الكتل البدنية somites التي تبدأ بالتكثف حول المحور, ثم تنمو بسرعة على جانبيه، وتلامس الميزاب أو الشق العصبي neural groove. وتبدأ هذه الكتل في الظهور من أعلى بعد انقضاء ثلاثة أسابيع تقريبًا على الحمل, وتظهر منها أولًا كتلتان: واحدة على كل جانب، ثم يتوالى ظهورها تباعًا, وبنهاية الشهر الأول من حياة الجنين تتمايز هذه الكتل إلى ثلاث طبقات هي: الطبقة الخارجية ectoderm والتي منها ينمو بعد ذلك الجلد وأعضاء الحس والجهاز العصبي، والطبقة الداخلية endoderm والتي منها تنمو فيما بعد الأجهزة الهضمية والتنفسية والغدية، والطبقة المتوسطة mesoderm التي منها تنمو فيما بعد الأجهزة الدورية والإخراجية والعضلية.
ويبدأ طور المضغة منذ أوائل الأسبوع الثالث من حياة الجنين, ويمتد إلى نهاية الأسبوع السادس من عمره, أي: أن مدته الكلية حوالي أربعة أسابيع, وخلال هذا الطور تظهر الكتل البدنية التي أشرنا إليها، والتي يبلغ عددها من 42-45 زوجًا، فتعطي للجنين شكل اللحم الممضوغ, والنظر إلى صور الجنين في هذا الطور من حياة الإنسان يكشف لنا مرةً أخرى عن إعجاز التسمية القرآنية له بأنه طور "المضغة".
وتنمو المضغة من كتل كبيرة من الخلايا خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ستة أسابيع إلى "طفل مصغر"، وهذا ما يصفه القرآن الكريم "بالمضغة المخلقة"؛ ففيها نجد جميع السمات الجوهرية للجسم الإنساني, سواء أكانت داخلية أو خارجية, ويتبع النمو في هذا الطور الاتجاه من أعلى إلى أسفل؛ فأكبر مقدار من النمو يطرأ على منطقة الرأس أولًا, بينما تكون الأطراف آخر ما ينمو, ومع مرور الوقت يمتد النمو إلى الجزء الأسفل من الجسم.
ولعل أهم تغير يطرأ على الطبقة الخارجية "وهو المسئولة عن التغذية" تكوين أربعة أغشية تهيئ للمضغة النمو. وأحد هذه الأغشية الكيس الأميني amniotic sac, وهو عبارة عن كيس ماءٍ محكمٍ يحيط بالمضغة ويمتلئ بالسوائل التي تصل إليه من أنسجة الأم, ووظيفة الكيس الأميني والسائل الأميني فيه
الحماية لهذه المضغة النامية من اى إصابات،والمحافظة على درجة حرارة دافئة ثابتة, يقوم بإحداثها جسم الأم، وتهيئة بيئة عديمة الوزن تسهل حركة الكائن النامي وتساعده على تدريب أجزاء الجسم النامي, ويطفو بجانب المضغة الصغيرة كيس ممتلئٌ بصفار البويضة على شكل بالونة ينتج خلايا دموية للمضغة, ويظل يعمل حتى تستطيع المضغة إنتاج خلاياها الدموية, وهذا الكيس متصل بغشاء ثالث هو المشيمة Chorion التي تحيط بكلٍّ من الغشاء الأميني والمضغة, وأحد جوانب كيس المشيمة مغطى بأبنية أشبه بالجذور أو الزغب, تقوم بعملية جمع الغذاء للكائن من أنسجة الرحم, وهذه المنطقة تتحول بالتدريج إلى باطن المشيمة, أما الغشاء الرابع فيسمى Allantosis, ويؤلف الحبل السري والأوعية الدموية في المشيمة.
ويتم ربط المشيمة بهذه المضغة عن طريق حبل يسمى الحبل السري, والذي يتكون من شريانين ووريد, ويحمل الوريد الأوكسجين ومواد الغذاء إلى المضغة، أما الشريانان فيحملان ثاني أوكسيد الكربون وفضلات عمليات الأيض "عمليات بناء البروتوبلازم" التي تصدر عن المضغة, وهذه الفضلات تعبر الحاجز المشيمى وتدخل المجرى الرئيسي لدم الأم, وتطرد من جسمها خلال فضلات عمليات الأيض الخاصة بها, ومن هذا الوصف يتضح لنا أن الجنين النامي هو أقرب إلى الطفيليات، فهو معتمد اعتمادًا كاملًا على أمه في الحصول على الأوكسجين والطعام, وفي علميات الإخراج أيضًا.
وخلال هذه المرحلة يحدث النمو بصورة رهيبة وبسرعة كبيرة
وخلال الشهر الثاني يتحول الجسم إلى الشكل الإنساني من حيث المظهر, فينمو بمعدل 30/ 1 من البوصة يوميًّا, ويظهر فيه ذيل بدائي, إلّا أن سرعان ما يحاط بالأنسجة الواقية, ويتحول إلى نهاية العمود الفقري "العصص", وفي منتصف الأسبوع الخامس يتكون في كلٍّ من العينين القرنية والعدسة, وينمو المخ أيضًا بسرعة مع بداية الشهر الثاني من الحمل, الذي يوجه التقلصات العضلية الأولى للمضغة عند نهاية هذه المرحلة, وبعد أقل من شهرين من الإخصاب تكون المضغة أطول قليلًا من بوصة "أي: 2,5سم" وتزن حوالي 10/ 1 أوقية "14 جرامًا", ومع ذلك فلها شكل الإنسان, على الرغم من أن طول رأسها يساوي طول باقي الجسم.
وهكذا تتخلق المضغة بإرادة الله -سبحانه وتعالى, والمضغة المخلقة هي التي تكون فيها بدايات أجهزة الجسم المختلفة, إلّا أن المضغة قد لا تتخلق كما يتحدث القرآن الكريم, وحينئذ لا تكون إلّا من خلايا فقط في هذه الحالة، وقد يقصد بذلك -والله أعلم- السقط كما جاء في تفسير القرطبي.
ويؤكد علم الأجنة أن هذه الفترة -فترة المضغة- ذات طبيعة حساسة في النمو الإنساني، فالشهران الأولان من الحمل حاسمان من نواحٍ كثيرة؛ ففيهما يقع معظم السقط, أو حالات الإجهاض التلقائي, وبالطبع هو أخطر من سقط العلقة؛ لأنه يحدث بعد أن تكون العلقة قد علقت بحائط الرحم ثم تطرد منه, وتدل الإحصاءات الطبية أن ما بين 30-50% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض التلقائي أو السقط, ومعظم هذه الحالات تكون من النوع الذي يوصف "بالشذوذ التكويني" أو بعبارة القرآن الكريم تكون حالات "مضغة غير مخلقة".
إلّا أننا يجب أن ننبه إلى أنه حتى المضغة السوية تكوينيًّا, والتي ترتبط بجدار رحمٍ سليمٍ قد تتعرض لبعض المخاطر خلال الشهرين الأولين من الحمل, والواقع أن الفترة من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع بعد الإخصاب هي الفترة الحرجة في الحمل؛ فالمضغة خلالها تكون أكثر حساسية للفيروسات والعناصر الكيميائية والعقاقير والإشعاع التي قد تتداخل مع النمو وتحدث عيوب الولادة, فهي تؤثر على أعضاء الجسم وأجزائه التي تكون قد تكونت, وتلك التي في سبيلها للتكوين جميعًا.
محول الأكوادمحول الأكواد الإبتساماتالإبتسامات